Saturday, 8 September 2012

اليونسكو: بيان إشبيلية عن العنف


بيان إشبيلية عن العنف، اسبانيا، 1986

إيمانا بأنها مسئوليتنا، من مناهجنا الخاصة، لمواجهة جميع الأنشطة الأكثر خطورا وتدميرا لجنسنا البشرى، العنف والحرب؛ إقرارا بأن العلم هو منتج ثقافى إنسانى الذى لا يمكن أن يكون مستتم أو يشمل كل شىء؛ وبامتنان نقر بدعم سلطات إشبيلية وممثلين اليونسكو فى اسبانيا؛

نحن، العلماء الموقعين أدناه من حول العالم ومن علوم ذات صلة، لقد اجتمعنا ووصلنا إلى البيان التالى عن العنف. به، نتحدى عدد مزعوم من النتائج البيولوجية التى تم استخدامها قبل ذلك، حتى من بعض من متخصصينا، لتبرير العنف والحرب. لأن النتائج المزعومة قد ساهمت بعمل جو متشائم فى عصرنا، نقدم ما قد يعتبر رفض مفتوح لهذه البيانات المغلوطة قد يساهم بشكل ملحوظ لعام السلام الدولى.

سوء استخدام النظريات والبيانات العلمية لتبرير العنف والحرب ليس جديد لكن تم فعل ذلك منذ مجىء العلم الحديث. على سبيل المثال، نظرية التطور تم استخدامها لتبرير ليس فقط الحرب، ولكن أيضا الإبادة الجماعية، الاستعمار وقمع الضعفاء.

نحن نصرح بموقفنا فى شكل خمس مقترحات. نحن واعون بوجود مسائل أخرى عن العنف والحرب التى من الممكن تناولها بشكل مثمر من وجهة نظر مجالاتنا، لكن نحن نحصر أنفسنا هنا فى ما نعتبره الخطوة الأكثر أهمية.

غير صحيح علميا أن نقول أننا ورثنا ميل لفعل الحروب من أسلافنا الحيوانات. رغم أن العراك يظهر على نطاق واسع فى أنواع الحيوانات، فقط حالات قليلة من عراك مدمر فيما بين الأنواع بين مجموعات منظمة قد تم ذكرها فيما بين الأنواع الحية طبيعيا، ولا نوع منهم يتضمن استخدام أدوات مصممة لتكون أسلحة. التغذية الافتراسية العادية فى أنواع أخرى لا يمكن مساواتها بالعنف فيما بين النوع. الحرب هى ظاهرة بشرية استثنائية ولا تظهر فى حيوانات أخرى.

حقيقة أن الحروب قد تغيرت جذريا عبر الوقت تشير إلى أنها منتج ثقافى. اتصالها البيولوجى فى المقام الأول عن طريق اللغة مما يجعل من الممكن التنسيق بين مجموعات، نقل التكنولوجيا واستخدام الأدوات. الحرب ممكنة بيولوجيا، لكنها ليست حتمية، كما يتضح من الاختلاف فى وقوعها وفى طبيعتها عبر الزمن والمكان. توجد ثقافات لم تشارك فى حرب لقرون، وتوجد ثقافات قد شاركت فى حروب كثيرا فى بعض الأوقات وليس فى أوقات أخرى.

غير صحيح علميا أن نقول أن الحرب أو أى سلوك آخر عنيف هو مبرمج جينيا فى طبيعتنا البشرية. بينما تتدخل الجينات فى كل مستويات وظائف الجهاز العصبى، إنها توفر إمكانية تنموية التى ممكن تحيينها فقط فى اقتران مع البيئة الإيكولوجية والاجتماعية. بينما يختلف الأفراد فى استعداداتهم لتأثرهم بخبراتهم، يحدد شخصياتهم التفاعل بين هباتهم الجينية و ظروف الحنو. فى ماعدا باثوليجيات نادرة، الجينات لا تنتج أفراد بالضرورة ميالين للعنف. ولا يحددون العكس. بينما تساهم الجينات بشراكة فى تأسيس قدراتنا السلوكية، لا تحدد بنفسها الحصيلة.

غير صحيح علميا أن نقول أن فى سياق التطور البشرى كان يوجد انتقاء للسلوك العدوانى أكثر من أنواع سلوك أخرى. فى كل الأنواع المدروسة جيدا، المكانة داخل المجموعة يتم تحقيقها عن طريق المقدرة على التعاون ولتحقيق المهام الاجتماعية المعنية بهيكل تلك المجموعة. ”السيادة“

_________________________

    تحت الترجمة...

No comments:

Post a Comment