Saturday, 12 March 2016

بيان من مجموعات السلام والمعترضين الضميريين من منطقة شرق المتوسط


نحن معترضون ضميرييون من جميع أنحاء منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. لقد عانت منطقتنا لفترة طويلة من القهر والظلم والعسكرة والاحتلالات العسكرية والحروب وكذلك من الفقر والأمية والجوع ونقص البنية التحتيه الأجتماعية. في هذة الفترة الصعبة من تاريخ المنطقة، و عندما تبدو منطقتنا في طريقها للانحدار أكثر الي فوضي الحرب، نرفع صوتا واحدا للسلام و ضد العسكرة.

لن نسمح لحلقة العنف هذه، والتي بدأتها الدول القمعية والمصالح الاقتصادية، لأن تستمر. نحن نرفض أن نكون جزء منها، نرفض أن نعادي أشخاص لمجرد كونهم من جنسية أو دين مختلف. نحن لن ننجر الي حروبهم وجيوشهم التى تأتى بالموت والدمار الى المنطقة. 


منطقتنا هي واحدة من أكثر المناطق عسكرة في العالم، حيث يتم فرض التجنيد القسري في مختلف أنحاء المنطقة، وحيث تفصلنا حدودا عالية التسليح، وحيث يتم استخدام الحلول العسكرية في النزاعات، وحيث تتعرض المناطق المدنية للاحتلال العسكري الذي يقتل ويقمع الرجال والنساء والأطفال. نحن نؤمن ان هذا العنف مُمنهج ويؤثر على المنطقة بأكملها، ولكنه ليس متأصل فيها. كما أن هذا العنف ليس خيارنا ولا خيار سكان المنطقة الذين يودون العيش في سلام. لقد أثبتت منطقتنا مرارا وتكرارا أن الحلول العسكرية ليست دائمة، بل على العكس تؤدي الي المزيد من العنف على المدي البعيد، وتجلب الموت والدمار على المدي القصير.

رد فعل العالم على هذا العنف الإقليمي الحالي يجب أن يكون بالمساعدة على بناء المجتمعات، ومساعدة اللاجئين، والتوسط بين الأطراف المتحاربة، وليس بيع الأسلحة وقذف المتفجرات وتقديم المساعدة العسكرية.

لقد أدت الحروب في منطقتنا إلى أسوأ أزمة لاجئين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث يهرب الملايين من الحروب والاضطهاد، فقط ليجدوا العنصرية والقمع وحتى الموت أثناء محاولتهم الوصول إلى مكان أكثر أمنا. لقد أدت هذه الأزمة إلى استخدام "حلول" عسكرية من عمليات عسكرية مشتركة دولية، وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لدول المنطقة، وعسكرة الحدود أكثر وأكثر. هذه "الحلول" تتعامل مع اللاجئين بمثابة تهديد أمني، ونؤدي فقط لزيادة الحروب والفوضى في المنطقة. نعرب عن تضامننا مع اللاجئين، ونرحب بهم، ونعلن أننا سوف نستمر في رفض "غلق الحدود" الذي أدى إلى وفاة وسجن عشرات الآلاف من اللاجئين في المنطقة.

على الرغم من أن في كثير من البلدان ينم النظر للمعترضين ضميريا، من قبل الجيش أو الدولة أو حتى أجزاء من المجتمع، على أنهم مصدر لتهديد المجتمع. الآن أصبح أكثر وضوحا من أي وقت مضى أن الخطر الذي يهدد مجتمعاتنا لا يأتي من الناس الذين يرفضون المشاركة في الحروب والجيوش، ولكن من الجيوش والحروب ذاتها. نحن نعرب عن تضامننا مع المعترضين ضميريا الذين يتعرضون للاضطهاد من قبل الحكومات المختلفة في المنطقة، وخاصة الذين يتم اضطهادهم حاليا من قبل السلطات العسكرية الإسرائيلية، والتركية، والقبرصية التركية، واليونانية. نحن نطالب بوضع حد لمحاكمتهم أو سجنهم.

نحن نقاوم التجنيد و نمارس حقنا المعترف به دوليا بالأعتراض الضميريّ (على الرغم من الاضطهاد الذي يواجهنا في العديد من الدول في منطقتنا)، ونعلن التضامن مع المتضررين من الحروب. وسوف نتعاون في جميع أنحاء المنطقة من أجل:
- دعم جميع أولئك الذين يعارضون الحروب من خلال رفض الخدمة العسكرية والمشاركة في الحروب، لأي سبب من الأسباب سواء كانت سياسية أو فلسفية أو دينية أو غيرها.    
- انهاء اضطهاد المعترضين الضميرين.
- الغاء التجنيد الإجباري. 

أن مقاومتنا للتجنيد الإجباري ليس الهدف منها استبدال الجيوش القائمة على التجنيد الإجباري بغيرها قائمة على التجنيد الإحترافى، لأن تلك أيضا لا تقدم حلولا لمشاكل منظقتنا.

وأخيرا، على الرغم من اختلاف خلفياتنا وأيديولوجياتنا ووجهات نظرنا حول سبل النضال من أجل التحرر، الا أننا نتفق على أن هدفنا النهائي هو السلام والعدالة للجميع. لدينا جميعا حلم مشترك لأن يكون عالمنا مكانا يتشارك فيه جميع الناس حقوقها متساوية. نحن ندعوكم إلى الانضمام إلينا و إلى حلمنا، ورفض المشاركة في تدمير هذا الكوكب.

التوقيعات:
٤٠ أم، إسرائيل.
جمعية المعترضين الضميريين اليونانيين، اليونان.
جمعية المعترضين الضميريين، تركيا.
مبادرة الأعتراض الضميري، قبرص.
ميسارفوت، إسرائيل.
حركة لا للتجنيد الإجباري، مصر.
رابطة المعترضين الضميريين، ايطاليا.

يمكنك قراءة هذا البيان باللغة الأنجليزية أو الأسبانية أو اليونانية أو الألمانية أو  العبرية



No comments:

Post a Comment